تحدث الأكاديمي والاقتصادي د. بيار الخوري للسيدة ناديا حلاق من موقع أحوال ميديا:
وجاء في الحديث :
لبنان صالح للاستثمار؟
البروفسور بيار الخوري، خبير اقتصادي ونائب رئيس الجمعيّة العربيّة الصّينيّة للتّعاون والتّنميّة، يقول لـ “أحوال”: حتى الآن لا يوجد أي مسعىً جديًّا من الجانب اللّبناني، من أجل التفاوض مع الصين، لتحسين بيئة الاستثمار الموجودة فيه، رغم إعلان شركات صينيّة ضخمة استعدادها للاستثمار في مشاريع بنى تحتية في لبنان، على الرّغم من الأزمة الماليّة التي يمرّ بها، ورغم الزّيارات الرّسميّة التي قامت بها الوفود الصّينيّة إلى لبنان، قبل وخلال الأزمة.
ويأسف الخوري لارتباط النّخبة السّياسيّة والاقتصاديّة اللّبنانيّة، تاريخيًا، بالقوى والرأسمال الغربي، مضيفًا “قرار الانفتاح على الصّين لا يحتاج فقط إلى إيجاد بيئة استثماريّة مشجّعة للاستثمارات، بل أيضا إلى تغيير في عقليّة النّخب السّياسيّة والاقتصاديّة”.
ويردف الخوري: في لبنان نسمع كثيرًا بخطاب توجيه الاقتصاد نحو الشّرق، وتحديدًا باتجاه الصّين، لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الاقتصاديّة الخانقة، هذا أمر مرحب به، ولكن للأسف هو خطاب سياسي، هدفه استفزاز وابتزاز الغرب أكثر من التعبير عن نيّة عملانيّة هادفة للتّعاون مع العملاق الصّيني.
مشاريع التّنين الصّيني
وعن المشاريع التي يمكن الاستثمار فيها في لبنان، يقول، الصّين بإمكانها تقديم الكثير من المشاريع والاستثمارت في لبنان، مثل شبكة المواصلات العامّة، وسكك الحديد، ومحطات توليد الكهرباء، وتقديم البنى التّحتيّة لإقامة بنية صناعيّة تكنولوجيّة، وأيضًا استيراد المنتجات الزّراعية وغيرها من لبنان.
وعن نيّة الصّين في الاستثمار بلبنان يقول، الصّين تستثمر في الغالبيّة السّاحقة من دول الشّرق الأوسط، وبعضهم أخلص حلفاء الولايات المتّحدة والغرب، فلما لا تستثمر في لبنان، إذا وجدت البيئة الصّالحة للاستثمار.
لبنان إلى طريق الحرير
ويتابع الخوري، أمّا افتراض أن الصّين كرم على درب، وسوف تقوم برمي الأموال بلا حساب “نكاية بالغرب”، فهذا ليس الأسلوب الصيني. من الممكن أن يكون هناك رغبة صينيّة بضم لبنان إلى مشروع “طريق الحرير” ولكن ليس بأي ثمن.
وعن فخّ الدّيون، الذي يقال أنّ الصّين تضع البلدين فيه، من أجل السّيطرة على اقتصاداتها بعد الاستثمار فيها، يشير الخوري إلى أنّ هناك سجل ناجح للاستثمارات الصّينيّة في العالم، وإذا كانت دولة ما لم تحسن إدارة أموالها العامّة، وعجزت عن سداد ديونها، فتلك مسألة أخرى لا تدعونا بافتراض أنّ هناك فخ ديون صيني، إذ أنّ الدّين فيه نوع من المخاطرة، ويحتاج لإدارة حكيمة في البلد المعني لضمان حقوق الآخرين.