شاركت “الجمعية العربية – الصينية” بالجلسة الثانية لحوار “التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات”، والتي استضافتها “الرابطة الصينية للتفاهم الدولي، وحضرها 260 مندوبا من 40 دولة، وتحدث من العالم العربي كل من رئيس “مؤسسة طلال أبو غزالة” العالمية الدكتور طلال ابو غزالة، رئيس الوزراء الأسبق في مصر الدكتور عصام شرف، وتمثلت الجمعية برئيسها قاسم طفيلي ونائب الرئيس بيار الخوري، وشارك في الاجتماع عضو مجلس أمناء الجمعية رئيس مركز دلتا للأبحاث المعمقة في بيروت الدكتور محمود حيدر.
وتحدث في الحوار المفتوح عدد واسع من المشاركين وعلى رأسهم نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شانغ الذي لفت إلى أن “الصين ستواصل دعم الوحدة والتعاون مع الدول الاخرى وجمع القوى لتعزيز تقدم الحضارة وخلق مستقبل افضل”. وقال: “نحن على استعداد لتقاسم فرص التنمية في الصين مع العالم، والنهوض المشترك بالتنفيذ المتسارع لمبادرات التنمية العالمية، وتعميق التعاون في البناء المشترك للحزام والطريق، لجعل الأساس المادي لتقدم الحضارة الإنسانية أكثر وفرة”.
وأقر المتحاورون وثيقة سميت “رؤية بكين”، واعتبروا أن “لا حضارة في العالم أفضل من غيرها أو متفوقة عليها، فكل الحضارات تختلف عن بعضها البعض بسماتها المميزة والمحلية، وأن التنوع الحضاري يشكل السمة المميزة للعالم ومنبع التقدم البشري. وعلى صعيد التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات. سيحل التعايش الحضاري محل الشعور بالتفوق القومي”. وأملوا أن “تكون التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات بمثابة جسر للصداقة بين كل الشعوب وقوة دافعة وراء التقدم البشري ورابطة للسلام العالمي”.
وشددوا على “الحاجة إلى جهود متضافرة لدعم القيم المشتركة للانسانية والمضي بها، وهي السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديموقراطية والحرية ونبذ التحيز الأيديولوجي، حتى يصبح العالم أكثر انفتاحا وشمولية ومجتمعا عالميا ذات مستقبل مشترك، نمشي باتجاهه، ضمن التطلع إلى تكريس الجهود لتعزيز التبادلات والتفاعلات في مختلف المجالات بين الدول بروح الحوار على قدم المساواة، ليكون عرضا رائعا للحضارات المتنوعة، ومنصة لتقريب قلوب مختلف الشعوب، ومثالا ساطعا للبقاء أوفياء للقيم المشتركة للانسانية”. وتعهدوا ب “التمسك بمبادىء الاحترام المتبادل والمساواة وتقدم الحضارات البشرية والسلام والتنمية في العالم”.
وشددوا على الرأي القائل بإن “الأنظمة الاجتماعية المختلفة والتجارب التاريخية والثقافات والقيم، هي ما يتألف منه مشهد الحضارات الملونة والرائعة، تماما كما يقول المثل الصيني: يتم تحضير الحساء اللذيذ من خلال الجمع بين المكونات المختلفة”.
وركزوا على “الحاجة إلى تعزيز النظرة إلى الحضارة التي تتميز بالمساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمولية، بحيث تحل التبادلات الحضارية محل الاغتراب الحضاري والتعلم المتبادل بين الحضارات في العالم، ودعم الانفتاح والدمج والتعلم المتبادل، والتقدم مع العصر وفتح آفاق جديدة، من أجل التعزيز المشترك لتنمية الحضارات الإنسانية وتقدمها برؤية واسعة”.
واتفقوا على “موعد للاجتماع في الحوار الثالث”. وأملوا أن “تكون حضارات العالم الغنية والمتنوعة، خلقت ضوءا أكثر إشراقا على الطريق إلى الأمام ووفرت إلهاما قويا للبشرية”.
المصدر: اضغط هنا