لم تتخذ الصين تدابير تخل بالنظام التجاري العالمي بل نفذت مزيدًا من الإجراءات لتوسيع الإصلاح والانفتاح لمصلحة العالم تحت راية المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، فقد خفضت الصين القيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية لدخول الأسواق الصينية لزيادة الفرص الاستثمارية ،عملت على تحسين بيئة ممارسة التجارة لجذب المستثمرين الأجانب، تعهدت بتعزيز حماية الملكية الفكرية استجابة لمخاوف الشركات الاجنبية وأخذت زمام المبادرة لتوسيع الواردات من طريق خفض التعريفات الجمركية لبعض السلع.
ولم تعتمد الصين التي تطورت من دولة فقيرة وضعيفة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، على التوسع العسكري الخارجي والنهب الاستعماري، بل اعتمدت على عمل شعبها الدؤوب والمكافح تعمل الصين أيضًا مع جميع المشاركين الراغبين في بناء مبادرة الحزام والطريق على طريق التخفيف من حدة الفقر وتحقيق النمو. ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، يمكن أن تساعد مشاريع الحزام والطريق بحلول عام 2030 في انتشال 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و 32 مليون شخص من الفقر المعتدل في جميع أنحاء العالم.
لا نجادل في صحة توجهات القيادة الرشيدة والحازمة المتمثلة بنواتها الصلبة القائد شيجينبينغ الذي بفعل توجهاته وأفكاره وخطواته العملية، وفّر للصين إنجازات تاريخية ضخمة بتحسين حياة الشعب والقضاء على الفقر بعد سنوات من الجهود، حيث ان جميع سكان الريف في الصين الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي، والبالغ عددهم 100 مليون نسمة تقريبًا، تخلصوا من الفقر عام 2020، فيما أُسقطت جميع المحافظات الـ832 الفقيرة و128 ألف قرية من على قائمة الفقر منذ الإصلاح والانفتاح في الصين، ووفقًا لمعايير الفقر الحالية، حقق 770 مليونًا من فقراء في الريف هدف التخلص من الفقر؛ ووفقًا لمعايير الفقر الدولية للبنك الدولي، شكّل الصينيون الذين حدّوا من الفقر أكثر من 70% من سكان العالم الذين يسعون الى الهدف نفسه خلال الفترة نفسها، وتحقيق الرخاء وجعل الصين في مصاف الدول المتقدمة عالميًا، وهذا هو الجوهر الفعلي للاشتراكية، وعليه استمر إجمالي حجم الاقتصاد الصيني في الارتفاع ليصبح “قاطرة” النمو الاقتصادي العالمي.
في خريف 2013 اقترح الرئيس الصيني شيجينبينغ في قازاقستان وإندونيسيا على التوالي، بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. خلال ثمانية سنوات فقط، تحولت مبادرة الحزام والطريق من مفهوم إلى منصّة رئيسية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ومنفعة عامة على المستوى الدولي، لاقت ترحيبًا كبيرًاوأصبحت هذه المبادرة عالمية حيث احتوت قرارات هامة صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن تشير إلى هذه المبادرة. وأصبحت الصين الآن أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة ومنطقة وحتى نهاية يناير، وقعت 171 دولة ومنظمة دولية 205 اتفاقيات تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك للحزام والطريق.
شهدت التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق، نموا قويا وارتفع إجمالي واردات وصادرات الصين مع هذه البلدان بنسبة 27.5 بالمئة على أساس سنوي إلى 5.35 تريليون يوان (حوالي 827 مليار دولار أمريكي) في فترة يناير-يونيو 2021، وشكل حجم التجارة 29.6 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجية للصين في نفس الفترة، في حين سجل النمو 0.4 نقطة مئوية أسرع من الوتيرة الإجمالية، وتوسعت صادرات الصين إلى الدول الواقعة على طول الحزام والطريق بنسبة 29.1 بالمئة على أساس سنوي في فترة الأشهر الستة وفي الوقت نفسه، ارتفعت الواردات من هذه الدول بنسبة 25.6 بالمئة، مع حدوث نمو مطرد في الواردات من النفط الخام والمنتجات الزراعية وخام المعادن.
تشير التقارير الى أن خدمة قطار الشحن بين الصين وأوروبا أسهمت بشكل كبير في استقرار التجارة على طول الحزام والطريق، أظهرت أن الخدمة تعاملت مع 7377 رحلة في النصف الأول من العام الجاري، بزيادة 43 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي.وحتى الآن، وصلت قطارات الشحن الصينية الأوروبية التي تسافر على طول 73 خطا إلى أكثر من 170 مدينة في 23 دولة أوروبية. كما قدمت خدمات القطارات دعم النقل من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق.
عام 2020، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 100 تريليون يوان (15.42 تريليون دولار أميركي) للمرة الأولى، بحيث تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تساهم الصين بأكثر من ثلث النمو الاقتصادي العالمي عام 2021، اليوم يتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10000 دولار، وتحسنت مستويات معيشة الناس تحسنًا كبيرًا؛ وتم بناء أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم، مع تأمين طبي أساسي يغطي أكثر من 1.3 مليار شخص وتأمين معاش أساسي يغطي ما يقرب من مليار شخص؛ كما نمت مساحة الغابات لأكثر من 30 عامًا متتاليًا، نحو ربع المساحة الخضراء التي نشأت في العالم حديثًا من عام 2000 إلى عام 2017 هي من ضمن أراضي الصين، وتحتل نسبة مساهمتها المرتبة الأولى في العالم.
بمناسبة احتفال الصين بالذكرى الأربعين لتأسيس شينجن Shenzhen كأول منطقة خاصة للإصلاح الاقتصادي، خلال زياراتي المتعددة للصين ولا سيما زيارة شينجن في العام 2018وجدت أن الإصلاح والانفتاح فى الصين لا يقتصر على عدد قليل من المناطق الاقتصادية الخاصة والمدن الكبرى، بل هو إصلاح وانفتاح شاملان ممتدان من الشرق إلى الغرب، ومن المناطق الحضرية إلى الأرياف، لذا إن سبب نجاح الصين في حدوث “المعجزات الصينية” واحدة تلو الأخرى، هو القدرة القوية للشعب الصيني على التعلم والتكيف مع البيئة، إضافة الى أن القادة الصينيين حكماء جدًا وهم طرحوا فكرة تأسيس المنطقة الاقتصادية الخاصة فى شينجن، الأمر الذي وفّر ضمانًا نظاميًا صلبًا لنهوض الاقتصاد الصيني فى السنوات الـ40 التالية. وبعد أربعة عقود من النمو السريع، تأتي شينجن الآن في المرتبة الخامسة بين المدن الآسيوية، من ناحية الناتج المحلي الإجمالي، الذي زاد بمعدل سنوي يبلغ 20.7 في المئة، ليصل إلى 2.7 تريليون يوان (حوالي 400.1 مليار دولار أميركي) في 2019، من 270 مليون يوان عام 1980لذا تدرك الصين وقيادتها جيدًا أهمية الاستثمار في التكنولوجيا ودخول الصين في رحلة جديدة نحو التحديث الاشتراكي .
لا بد لنا من الإشادة والتطلع بفخر الى التجربة الصينية الغنية والأخذ بمندرجاتها، وهي التي استندت الى عوامل مميزة وفرت لها سبل النجاح، إن عبر التمسك بالنواة القيادية الصلبة باعتبارها الضمانة، أو عبر الأخذ بالأفكار المرشدة الصحيحة، انطلاقًا من أن الشعب وحده محور الاهتمام. وما كان ليتم ذلك إلا بتعزيز دور الحزب الشيوعي الصيني بفعالية لتطوير المكاسب والتصدي للمخاطر.
مبادرة الحزام والطريق تواجه التهديدات الأمنية وظاهرة الارهاب ومشغّليه، ستبقى تشكل تحديًا كبيرًا وخطيرًا أمام حماية أنابيب النفط والغاز والسكك الحديدية والخطوط البرية والبحرية ،لذا ستحتاج الصين إلى الكثير من الاستثمارات وعلى رأسها الاستثمار في الجيش القوي للحدّ من هذه المخاطر.
بناءً على الخبرة المكتسبة من المجتمع الدولي، نشطت الصين في تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (60/288) بشأن إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، إذ تعمل جاهدة للقضاء على الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، والوقاية منه، ومكافحته، وهو عمل يهدف إلى احترام حقوق الإنسان وحمايتها.ففي منطقة شينجيانغالأيغورية الذاتية الحكم تم إنشاء مراكز التعليم والتدريب بهدف تأهيل الأشخاص المذنبين بارتكاب جرائم صغيرة أو خرق القانون والقضاء على تأثير الإرهاب والتطرف، وذلك لمنعهم من الوقوع ضحايا للإرهاب والتطرف، والوقاية من الأنشطة الإرهابية في مهدها.
المبعوث الحكومي الصيني للشرق الأوسط،تشايجيونصرح أن بلاده قدمت حتى اليوم قرابة 100 مليون جرعة من اللقاح الصيني إلى الدول العربية كمنح وصادرات، وأنجزت تعاونًا مثمرًا مع كل من مصر والإمارات في الإنتاج المشترك للقاح، الأمر الذي قدم مساعدة قوية في المعركة ضد الجائحة، مؤكدًا أنه في النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.7% على أساس سنوي، ما جعل الصين مستمرة كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وأنها استوردت 130 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، لكي يكون العرب أكبر موردي النفط الخام للصين، كما أحرز التعاون بين الجانبين تقدمًا، في مجالات اتصالات الجيل الخامس والبيانات الضخمة والطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، مشيرًا إلى أن هناك إمكانيات كامنة ضخمة لتطور الاقتصاد الأخضر في الصين والدول العربية، وأن التعاون تطور في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرها من الطاقة النظيفة، بما يساهم في بناء “طريق الحرير الأخضر”.
منذ القدم وعبر طريق الحرير، كانت القوافل التجارية الصينية تنطلق من مدينة شيآن ، لتحط في مرفأ مدينة صور جنوب لبنان آخر مدينة آسيوية لطريق الحرير، حيث كانت البضائع الصينية تحمل بالزوارق الفينيقية إلى البندقية في إيطاليا.
تمثّل تاريخ العلاقات الصينية اللبنانية في توقيع الاتفاق التجاري بين البلدين بتاريخ 31 كانون الاول من العام 1955، بغية المساهمة في تدعيم الصداقة بين شعبي لبنان والصين عن طريق العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين بلديهما، وذلك على أساس المساواة والمنافع المتبادلة سبق هذا الاتفاق تواصل ثقافي تمثل في ترجمة أعمال جبران خليل جبرانالتي أصبحت الترجمة الرسمية الثانية في الصين لنتاج ثقافي عربي في الصين بعد “ألف ليلة وليلة وقد تولى هذه الترجمة كل من الروائي الشهيرما دون ) (Moa Dunوالأديبة الصينية بينغ شين (Bing Xin) “ومن المفيد الإشارة الى أن رائد هذه العلاقات كان رائدها جورج حاتم (ما هايدي) الطبيب اللبناني الأممي باني المنظومة الصحّية الصينية والذي ناضل الى جانب الزعيم ماو تسي تونغ في مسيرته الطويلة، وكان لحاتم اعمال جبارة تمثلت في بحوثه العملية والطبية وأصبح فيالعام 1949 مواطنًا صينيًا، و أول أجنبي يحصل على الجنسية. وقد اختير في العام 2009 ضمن 100 شخصية أثّرت في الصين الجديدة ، والجدير ذكره أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان اقيمت في9 تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 1971.
وإداركًا لأهمية هذه العلاقات تم التوقيع في أيلول (سبتمبر) 2017 على مذكرة تفاهم بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة الجمهورية اللبنانية حول “الترويج المشترك للتعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحرية للقرن الواحد والعشرين”. وتنص المذكرة على تعاون الجانبين في مجالات ذات اهتمام مشترك منها النقل واللوجستيات والبنى التحتية والاستثماروالتجارة، والطاقة المتجددة والتبادل الثقافي بين الشعوب، والصحة والرياضة.
سبق هذه المذكرة التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين في شتى المجالات من بينها اتفاقيات هبات قدمت إلى وزارة الخارجية اللبنانية، وزارة الصحة العامة، وزارة الاشغال العامة والجيش اللبناني، عبارة عن مسلتزمات طبية وتجيهزات ومعدات متخصصة لمواجهة جائحة كورونا، وفي إطار آخر ساهمت الصين بالتبرع بقمية مليون يورو في المؤتمر الدولي الذي خصص لدعم لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، كما شارك ضباط وجنود من الدفعة الـ19 لقوات حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل في أعمال رفع الأنقاض وتنظيف في مرفأ بيروت وثلاثة شوارع ومبنى وزارة الخارجية اللبنانية (قصر بسترس) في فترة قياسية، أظهرت القيادة الصينية الحكيمة حرصها الشديد، إن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أو بالاستجابة لضرورات العزل وحصر الوباء، وعلى هذا المنوال، بادرت الحكومة المركزية والحكومات المحلية الصينية وشركات صينية والجالية الصينية في لبنان منذ تفشي (كوفيد-19) في لبنان بتقديم دفعات من المساعدات الطبية إلى الجانب اللبناني شملت 140 الف جرعة لقاح و3 آلاف وحدة من فحص “بي .سي آر” وأكثر من مليون و20 ألف كمامة طبية و20 ألف بزة واقية طبية و3 آلاف زوج من النظارات الواقية و100 ألف زوج من القفازات الطبية و6 آلاف وحدة من فحوص المناعة وأكثر من 10 أجهزة حرارية لقياس درجات الحرارة في المراكز الحدودية و200 جهاز قياس حراري يدوي,ومن أجل تنفيذ الوعد المهيب من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بجعل اللقاح الصيني منتجا عاما عالميا، سيقدم الجانب الصيني دفعة جديدة من 300 ألف جرعة من اللقاح الصيني كهبة للجانب اللبناني.
تؤكد الصين عبر لسان سفيرها في لبنان السيد تشيان مين جيان، على تعميق وتعزيز التعاون الثنائي مع لبنان في مختلف المجالات تحقيقا لمزيد من الفوائد للبلدين والشعبين الصديقين.
و أن بعض الشركات الصينية أبدت اهتماما كبيرا بالاستثمار في مشاريع واسعة النطاق في قطاعات الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل والمياه وغيرها من مجالات البنية التحتية، وعلاوة على ذلك تساعد السفارة الصينية في لبنان مجتمعات الأعمال اللبنانية على المشاركة النشطة في منصات التبادل التجاري مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون)، ومعرض الصين والدول العربية، لتوسيع رقعة تصدير منتجاتهم.
وقال تشيان إن مشروع بناء وتجهيز المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، الذي تموله الحكومة الصينيةبهبة بقيمة 62 مليون دولار، هو مشروع مبدع ونموذجي متكامل في إطار تعزيز التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التفاهم بين الشعبين وتجسيد الصداقة الصينية اللبنانيةوقال السفير تشيان إن السفارة الصينية ستعمل أيضا مع الجانب اللبناني على إقامة مركز ثقافي صيني في بيروت.
في العام 2017 قمت بزيارة قرية ليانغجياخه في مقاطعة شنشي القرية الصغيرةا لجبلية التي عمل فيها الرئيس شيجيبينغ فلاحا وقضى فيها سبع سنوات عندما كان عمره بضعة عشرا عاما . رأيت بأم العين الحياة الرغيدة التي يتمتع بها مواطنيها فالبنية التحتية والمواصلات والكهرباء والمياه وشبكات الانترنت الفائقة السرعة والخدمات البريدية والخدمات السياحية المتاحة للزواء والسياح التي لا تقل عن خدمات المدن الحديثة والامر المميز والملفت هو ان المراة شريكة الرجل في تأمين سبل العيش وفي التنمية المحلية . شاهدت الاراضي الزراعية التي تم استصلاحها وكيف تحولت الى مصدر رزق وفير للمزارعين واستخدامهم الالات الحديثة في قطاف غلة المحاصيل. ليانغجياخهالتي حولت ايضا بعض أماكنها الى متحف مفتوح يأتي الآلاف من الزوار اليها لرؤية أسلوب الحياة المتواضع والقاسي في الماضي الذي ساعد في تشكيل فكرة الرئيس شي والفهم الأفضل لمعركته الصعبة ضد الفقر.
كنا نسمع عن الصين أنها ثاني اقتصاد في العالم وعن الحلم الصيني، ولكن عندما تشاهد بأم العين شبكة الطرق والأنفاق والجسور والقطارات السريعة والمترو والمطارات والموانئ والتطور التكنولوجي والمناطق الاقتصادية الحرة الخاصة، كل هذا في سبيل خدمة المواطن والتجارة والاقتصاد، لا يمكن أن تضل الطريق. طريق الحرير الجديد أصبح واقعًا وليس علينا إلا ركوب القطار لكي لا يفوتنا.
في الذكرى الخمسون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية اللبنانية نتطلع وبكل صدق لتطوير وإرساء هذه العلاقات بين بلدينا . وكلنا أمل أن يستفيد بلدنا الصغير لبنان من هذه التجربة الصينية الرائدة التي رعتها وطورتها القيادة الحكيمة وللتأكيد نحن بأشد الحاجة لأن الانهيار الكبير قد دق الأبواب جميعها على الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية والمؤسساتية كافة.
لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:
- خمسون لبنان والصين (١) السفير الصيني يكتب: سنواصل دعم الشعب اللبناني بروح الفريق الواحد
- خمسون لبنان والصين (٢): الصين بوابة تنويع الخيارات اللبنانية | بقلم السيدة عليا عباس
- خمسون لبنان والصين (٣): آفاق العلاقات اللبنانية الصينية وروحية طريق الحرير| بقلم قاسم طفيلي
- خمسون لبنان والصين (٤) : لبنان والصين علاقات تتجذر وتقوى مع الزمن | كتب د. نبيل سرور
- خمسون لبنان والصين (٥) : التفاعل الثقافي بين حماسة الصينيين وظروف لبنان الصعبة | كتب أحمد بزّون
- خمسون لبنان والصين (6) : تأملات في العلاقة الثنائية | بقلم د. محمد زريق
- خمسون لبنان والصين (٧) : كيف نعمل على زيادة الروابط بين لبنان والصين | بقلم العميد الياس فرحات
- خمسون لبنان والصين (٨) : شهادة 42 عامًا من الصداقة | بقلم د. جميل حديب
- خمسون لبنان والصين (٩) : تعزيز العلاقات لتعزيز الاقتصاد اللبناني | بقلم العميد قاسم جمول
- خمسون لبنان والصين (١٠): ما الدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في مبادرة الحزام والطريق ؟ | كتب محمود ريا
- خمسون لبنان والصين (١١) : الصداقة بما هي أفق حضاري وجوهر إنساني | كتب د. محمود حيدر