ان العلاقات بين الدول والشعوب لا تقاس بحجم الدول وعدد السكان والبعد الجغرافي عن بعضها انما بمتانة العلاقات الاقتصادية والمصالح المشتركة ، لذلك عندما نتكلم عن العلاقات مع الصين دولة الـ 1.4 مليار نسمة المتماسكة القوية والنووية والعضو الدائم في مجلس الأمن والدولة التي هي على قاب قوسين او ادنى أن تصبح اكبر اقتصاد في العالم وهي تتنافس مع الولايات المتحدة الأميركية على الصدارة ولبنان دولة الـ 5 ملايين نسمة المشتت المنهار اقتصاديًا قد يبدو الامر غير منطقي للمقارنة وتقييم العلاقات الاقتصادية بين دولة الصين الشعبية التي وصل الدخل القوي الوطني فيها الى 15.000 مليار دولار ولبنان الذي تدنى الدخل القومي الوطني فيه من 47 مليار دولار في 2018 ليصل الى 24 مليار في 2021 تقديريًا.

انما لبنان الذي هو جزء من العالم العربي وبوابة المشرق على المتوسط مرشح للعب دور اكبر بكثير من مساحته الجغرافية وعدد سكانه وحجم اقتصاده وهذا ما تلقفه وزير الاقتصاد الأسبق ورئيس اتحاد غرف التجارة اللبنانية والعربية معالي الأستاذ عدنان قصار عندما وضع الأسس للعلاقات الاقتصادية مع الصين منذ اكثر من خمسون عامًا على المستوى الشخصي بأعماله التجارية مع الصين وعلى مستوى لبنان والعالم العربي حيث عمل على تمتين هذه العلاقات وبناؤها على ركائز ثابتة وعمل على كسر الحواجز النفسية التي تتعلق بالعلاقات الاقتصادية مع الصين لأنه على الأغلب كان العرب يتوجهون غربًا كما اعتادوا لعقود من الزمن لسد احتياجاتهم من السلع والبضائع واستمر القصار بجهوده لتمتين هذه العلاقات وكانت آخر الجهود التي قامت بها مجموعة فرنسبنك هي بادرة “حزام واحد وطريق واحد” التي تهدف الى تطوير وانشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية بين آسيا وأوروبا ، ونحن في غرف التجارة اللبنانية عمومًا وفي غرفة زحلة والبقاع متمسكون بهذا النهج الذي ارساه عدنان قصار ومستمرون بإصرار على فتح الأبواب امام الأصدقاء الصينيين للاستثمار في لبنان في البنى التحتية كما نعمل ايضًا مع الوفود الاقتصادية الصينية لإقامة شراكة دائمة لتطوير التعاون الاقتصادي وقد وقعت غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع اتفاقية تعاون مع مركز التجارة الصيني في 19 تشرين الأول 2020 ، كما سبق أن استقبلت الغرفة وفدًا صينيًا اقتصاديا يرافقه رئيس الاكاديمية الصينية العلمية لدراسة إمكانية تطوير زراعة القنب الهندي والصناعات المرتبطة به من ادوية ومستخرجات أخرى وصولًا الى الألبسة المصنوعة القنب وكان ذلك في 19 أيلول 2019 ولا تزال الغرفة مستمرة بالتواصل مع الأصدقاء الصينيين بانتظار الوقت المناسب لأطلاق هذه الشراكة التي تأخرت نظرًا للظروف الصعبة التي توالت بعد انتفاضة 17 تشرين … وما آلت اليه الأمور الاقتصادية والسياسية بعدها .

اننا كلبنانيين نتوق الى اليوم الذي نرى اصدقاؤنا الصينيين يتواجدون في لبنان دون حواجز لإقامة شراكات مع القطاع الخاص اللبناني في الصناعة والزراعة للإفادة من اتفاقية التبادل التيسير العربية التي تتيح لأي منتج لبناني في الولوج الى الأسواق العربية التي تتيح لأي منتج لبناني في الولوج دون رسوم جمركية .

وايضًا نحلم ان نرى القطار ينطلق من بكين على سكة حديد ليصل الى بيروت على البحر المتوسط ليكون لبنان مركزًا لانطلاق التجارة الصينية الأورو متوسطية .

وفي الختام تمنياتنا للشعب الصيني دوام التقدم والازدهار.


لمتابعة باقي أجزاء السلسلة : اضغط هنا