تحدث رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية السيد قاسم طفيلي خلال مشاركته ووفد من الجمعية في فعاليات قمة الأعمال لطريق الحرير التي تعقد في مدينة حين جاي جي في مقاطعة هونان وسط الصين.
واعتبر طفيلي أن مبادرة الطريق والحزام تمثل فرصة استثنائية للاقتصادات العربية للخروج من حلقة الاقتصاد القائم على البنى الاستهلاكية والتي وصلت إلى حد تأكل بنى الإنتاج واستنزاف مخزونات العملات الصعبة لدى هذه الدول ولجوئها المتزايد إلى صندوق النقد الدولي والمؤسسات المقرضة لتمويل ميزان المدفوعات ناهيك عن تمويل الاستثمار.
واعتبر أن المبادرة تطرح شراكة استثمارية تتجاوز التجارة البحتة كما تفتح السوق الصيني لشرائها وهو ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم.
وقال إن التكنولوجيا الصينية تفتح مجالات استثمارية في الدول العربية قادرة على المنافسة دوليا على عكس التكنولوجيات الغربية باهظة الثمن وقطع الغيار والتي بالكاد تستطيع معها الدول المنافسة في أسواقها المحلية. وقال إن العملاق علي بابا يبحث عن قواعد ذات كلفة تنافسية خارج الصين فلماذا لا تكون الدول العربية موئلا له والالاف من الشركات الذين يرغبون في توسيع عملياتهم الى بيئات اقتصادية منافسة.
وبالنسبة للبنان اعتبر طفيلي أن لبنان هو جزء أساسي من خريطة طريق الحرير لكن اللبنانيين لم يستوعبوا دورهم فيها. لبنان مؤهل علميا بالكوادر الشابة وله خبرة استثمارية ومالية رائدة في المنطقة ويستطيع أن يبني على ذلك لفرض نفسه رقما صعبا في هذا الطريق. ونوه طفيلي بالدور الرائد الذي لعبه وما زال الرئيس عدنان القصار في تعزيز العلاقات اللبنانية والعربية الصينية، لكن طريق الحرير يحتاج جهد حكومي استراتيجي كامل.
وأشار إلى أن لبنان بحاجة لمشروع استثماري ضخم وربما اضخم مشروع في تاريخه بعد ترهل البنية التحتية. وقال وحدها الصين قادرة على إنجاز مشروع شامل كهذا وبكلفة تنافسية غير مقارنة عالميا، عداك عن التمويل المطلوب لذلك، حيث تطرح الصين شروط متكافئة لشراكة المشروعات.
وختم طفيلي بدعوة النخبة السياسية اللبنانية للخروج من الحلقة المفرغة القائمة على الاقتصاد الريعي الذي يحتاج دائما لموارد ضخمة لم تعد متوافرة للإقتصاد اللبناني